هل تشعر أنك تفتقد الحياة؟

لا يحتاج الأمر أكثر من بضع تمريرات على وسائل التواصل الاجتماعي لتأخذ لمحة عن “الحياة” التي يروّج لها المشاهير والمؤثرون: الرحلات المستمرة، الفيديوهات المبهرة عن السفر، الملابس البراقة، والحوارات عن العلاقات التي تمجّد الحرية في العلاقات العاطفية العابرة أو حتى المتعددة. ثم يبدأ السؤال يطرق ذهنك: لماذا تبدو حياتي مملة مقارنةً بحياة الآخرين؟

تبدأ حينها تشعر بثقل الصليب الذي يطلبه منك الإيمان المسيحي – الدعوة لإنكار الذات والامتناع عن الشهوات التي لا ترضي الله – فتتعب.

ببطء تتوقف عن قراءة الكتاب المقدس، تتوقف عن الصلاة، تقضي وقتًا أطول على وسائل التواصل، تبدأ تساير الجسد أكثر فأكثر… المنحدر الزلق نحو الهلاك. وأسأل: إلى أي نهاية؟

هل أنت “حر” حقًا أم أنك صرت عبدًا للخطيئة؟

بعد أن تُشبع نفسك بملذات هذا العالم، هل يتغير واقع أن هناك إلهًا ديانًا؟

هل يتغير قصد الله أن تكون مكرّسًا لمجده؟

كلمة الله لا تتغير لمجرد أننا اخترنا العصيان أو التمرد. ما يقوله الله يتممه.

فلنتذكر أنه لا مكان للمؤمن الفاتر، الذي يريد أن يعيش في العالم ويُسمى “حرًّا” ثم يدّعي في الوقت نفسه أنه ابن لله. أنت إمّا حار أو بارد. إما أن تكون في الطريق الضيّق أو على الطريق الواسع الذي يؤدي إلى الهلاك.

إلى قرائي الذين ضعفوا أو ارتبكوا، أقول: لستم تفقدون شيئًا صالحًا إن كان هذا الشيء لا يرضي الله.

اسمعني أيها المسيحي: أنت تعيش في عالم يلفه الظلام لكنك مدعو أن تكون نورًا. أنت في العالم ولكنك لست من العالم! موطنك الحقيقي هو السماء. وجودك هنا مؤقت وعليك أن تمجّد الله بحياتك ما دمت فيها.

تلك الحياة البراقة ليست إلا سرابًا، كبخار يظهر لوهلة ثم يزول.

فلا تحسد المتمردين وأعداء الله، لأن دينونة الله العادلة قادمة على هذا الجيل الشرير الفاسد. سيعاقب الله كل من هم خارج المسيح، كل من أحبوا الخطيئة وأحبوا العالم.

لا تخدع نفسك، الله نور، فاسلك في النور. عش لله الآن، نعم وأنت في شبابك. لا تنجرف وراء أقرانك الذين صاروا عبيدًا للخطيئة.

كمسيحي، أنت قد اشتُريت بثمن. لست ملكًا لنفسك. لم تعد عبدًا للخطيئة بل صرت ابنًا لله، عبدًا للبر، خروفًا يسمع صوت راعيه ويطيعه.

أحثك أن تدع هذه الرسالة تتغلغل في قلبك: عُد إلى الله واطلب وجهه. هو رحيم وسيغفر. لا تجعل هدف حياتك جمع المال والترف، بل اجعلها حياة تكرم الله، حياة قانعة، تعمل بجد وتثق أن الله يعولك. لا تدع الطمع يسيطر عليك ولا القلق عن الغد لأن لك أبًا يعرف ما تحتاجه ويحبك.

أنت لا تفقد شيئًا صالحًا، بل من الأفضل أن تفقد “حفلة إبليس” على أن تخسر الحياة الأبدية.

اخدم الله في شبابك. كن جريئًا. أعلن الإنجيل. كن مكرّسًا. مت عن ذاتك. عش لله.

لمجده وحده، آمين.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top