عن الري، ما قاله الله ولماذا هو مهم

لقد قرأتُ هذا المقطع مرارًا أثناء وقت قراءتي لإصحاح من سفر الأمثال كل يوم، وبقي في قلبي أثره عميقًا. لقد لامسني بطريقة لم تكن لتخطر على بالي في الماضي. كنت دائمًا أرى هذا النص وكأنه يتحدث عن العطاء المالي، سواء للكنيسة أو للمحتاجين، وأؤمن أن هذا صحيح. لكن مؤخرًا بدأتُ أتأمل أنه قد يكون أيضًا يتحدث عن بذل النفس.

إن هناك رباطًا، دفئًا وأخوّة، نتوقع أن نجدها عند انضمامنا إلى الكنيسة. لكن إن لم تُمد لنا يد الشركة منذ البداية، سرعان ما نتراجع ونصف الكنيسة بأنها غير محبة.

أعطِ بسخاء

إذ بدأتُ أرى هذا النص من زاوية مختلفة، أدركتُ أنه بدلًا من أن أجلس منتظرًا أن يأتيني الحب، عليَّ أنا كمسيحي أن أمد يدي بالحب لإخوتي المؤمنين. ليس بالضرورة أن يكون الأمر عظيمًا، بل يكفي أن أحيّيهم بحرارة وودّ. إن استطعت أن أفكر أقل في نفسي وما أحتاجه من الجماعة، وأكثر في ما أستطيع أن أقدمه، فسوف يختبر مزيد من الناس محبة المسيح.

«فأفكارنا التلقائية عادةً هي: من أعرف؟ مع من أشعر بالراحة؟» وليس في ذلك خطأ. لكن أسئلة يسوع التي تُنشئ الجماعة الحقيقية هي: «من أستطيع أن أحب؟ من هو المُهمَل؟» إن بحثنا الغريزي عن جماعة تجعلنا نشعر بالارتياح ليس أمرًا سيئًا، لكن حين يصبح الهدف الأساسي يتحوّل إلى عبادة باطلة. ومثل كل عبادة باطلة، ينتهي بها المطاف إلى خيبة أمل. أما إن سعينا وراء المحبة، فإننا أينما ذهبنا نصنع مجتمعًا حقيقيًا.»*

لا تخف

كل إنسان قد جُرح من شخص وثق به – حتى لو كان ذلك في أبسط الأمور، كأن يعدك والداك بالخروج ثم يتركانك وراءهما. لذلك نخشى أن يستهين بنا الناس أو يغتابونا أو يسيئوا إلينا إن اقتربنا منهم. لكن إن كنا حكماء في اختيار التوقيت والأشخاص الذين نقترب منهم، فلن نصاب غالبًا بما نخشاه. «الفطنة تحمينا من الخوف ومن الانغلاق.»*

«الفطنة الكتابية تحمينا من خطرين متعاكسين في علاقاتنا: السذاجة والخوف. السذاجة تغذّيها ثقافتنا التي تبالغ في تقدير الانفتاح والشفافية. فقد تبوح بكل أسرارك لصديق مقرّب، ثم تكتشف أن الجميع صار يعرف ما قلته. فتنسحب، جريحًا وساخرًا من إمكانية الصداقة. نعم، لم يكن على صديقك أن يفشي سرك، لكن كان الأجدر بك أن تكون أكثر فطنة وحذرًا فيما شاركت به. هذه هي الفطنة: درع يقيك من أوجاع لا ضرورة لها.»*

خذ الخطوة

«أكبر مشكلة تواجه الناس في بحثهم عن المجتمع المثالي هي أنهم يبحثون فقط. لكن المجتمع لا يُكتشَف، بل يُنشَأ بالمحبة. انظر كيف يغيّر هذا الطريقة التي تدخل بها غرفة مليئة بالغرباء.»*

قد لا يأتي ذلك اليوم الذي تجد فيه الكنيسة التي يسود فيها «المحبة بلا رياء» (رومية 12: 9أ). لكنك مدعو أن تكون أنت الساقي، فربما لست العطشان الوحيد في الجماعة.

* جميع الاقتباسات من كتاب «حياة محبة» (A Loving Life) لبول إي. ميلر.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top